الدين والحياة

وكيل الأزهر يشارك فى الجلسة الافتتاحيَّة لمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم

شارك فضيلة أ. د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، نيابةً عن فضيلة الإمام الأكبر فضيلة أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الجلسة الافتتاحيَّة لمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت عنوان: ‏‏‏«صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»؛ حيث أكَّد في كلمته، أنه من الواجب ‏‏على المفتي المعاصر حسن استثمار العطاء ‏التقني وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأن يمتلك ‏مهارات ‏‏رقميَّة تمكِّنه من التعامل مع عطاء العصر، محذِّرًا في الوقت ذاته من أن يكون ‏‏الذكاء ‏الاصطناعي نفسه قاتلًا للمواهب، ومميتًا للعقول، ومخدرًا للفهم.‏

وبيَّن وكيل الأزهر أنَّ الذكاء الاصطناعي -على ما فيه من نفع- لا يمكن أن يستقل بصناعة الفتوى دون ‏إشراف ‏‏بشري رشيد، ‏‏ولا أن يكون بديلًا عن المفتي المؤهَّل الراسخ الذي يحمل على ‏عاتقه أمانة البيان عن الله تعالى، واستنباط ‏‏الأحكام الشرعية من ‏أدلتها المعتبرة بفهم عميق وإدراك دقيق لمقاصد الشريعة من ناحية ‏ولأحوال الناس ‏‏المتجدِّدة من ناحية أخرى، ولكن يمكن الاستفادة منه في الوصول إلى المصادر والمراجع ‏وترتيب البيانات وتحديثها، ‏وإتاحة إجابات أولية سريعة مبنيَّة على المعلومات الموثوقة ‏والمخزنة بما يُسهم في دعم ‏‏منظومة الفتوى وإثراء محتواها ‏وترشيدها.‏

ودعا وكيل الأزهر إلى ضرورة صياغة ميثاق أخلاقي يضبط التعامل مع الذكاء الاصطناعي ‏وتطبيقاته، بما ‏يضمن ‏ألا يتحوَّل من أداة نافعة إلى وسيلة تنتهك ‏الخصوصية، وتقوض القيم والمبادئ الأخلاقية، مع ضرورة استرشاد هذا الميثاق الأخلاقي بمبادئ الشريعة ‏الإسلاميَّة التي توجه ‏التقنية ‏إلى ما يعظم حرمة الإنسان، ويحمي ‏حقوقه، ويحفظ كرامته، ويصون قيمه، مشيرًا إلى أن الأزهر بدأ ‏في ‏العمل على صياغة وثيقة ‏لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، من خلال لجنة عليا بإشراف فضيلة ‏‏‏الإمام الأكبر، ونسأل الله أن ترى النور قريبًا.‏

وانتقد الدكتور الضويني تصدر غير المتخصصين لأمور الفتوى، ممَّن لا يحسنون ‏‏تصوير ‏المسائل ولا تكييفها ولا الحكم عليها، مشدِّدًا على أنَّ الفتوى صناعة وعلم له مقومات وأركان ومبادئ، يصنع ‏المفتي صنعًا، فليس كل من ‏‏تصدر عبر شاشة أو وسيلة إعلامية ‏مفتيًا، وإن توارى خلف مصطلحات العلم، أو شقشق بألفاظ تحسبها ‏من ‏‏الفقه، وما هي من الفقه بسبيل.‏

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى